الماء ومعجزة الحياة
في
السطور القليلة القادمة سنعيش مع سائل الحياة العجيب، الماء ميزه الخالق سبحانه وتعالى بالعديد من الصفات
الفيزيقية ، والكيميائية والحيوية
التي جعلت حقاً سائل
الحياة الفريدة، وجعلته بحق أعجب وأعظم سائل، فلولاه ما كانت على الأرض حياة وبدونه لا يوجد سائل الدعم ،
وعصارات النبات ولولا
الماء ما نظمت درجة
حرارة الأرض ، ولا فتتت صخورها ولا تشققت تربتها الزراعية ولعجزنا عن إنبات حبة واحدة على سطح الأرض.
ومع أهمية الماء ووفرته
في الحياة حيث أن 75%من سطح كرتنا المائية (الأرضية)
مغطى بالمياه، احتارت البشرية قروناً في وضع التعريف الدقيق للماء ولما عجزوا قالوا : (وفسر الماء بعد
الجهد بالماء).
وفي العصر الحديث تاينت
نظرة الناس للماء فعندما طلب تعريف دقيق للماء مع إيضاح أهميته من بعض الناس جاءت
الإجابات متباينة :
فقطاع الزراع يرن أن
الماء هو الشيء الأساسي للحياة فإذا غاب لا تنبت البذور ولا الحبوب ولا الجراثيم ولا تنمو المزروعات ولا
توجد الأنعام
ويهلك الحي منها ويموت .
أما الأطباء فيرون الماء
من زاوية أهميته لحياة الناس وصحتهم الخاصة والعامة فجميع العمليات الحيوية في الجسم تحتاج إلى
الماء حتى تتم .
والبيولوجيون يجمعون في
نظرتهم بين نظرتي الزراع والأطباء ويزيدون عليها أن الحياة جميعاً هي الماء وأن التربة الزراعية والنبات
والحيوان والإنسان
والكائنات الحية الدقيقة
تحتاج إلى الماء في كل مرحلة من من مراحل حياتها.
أما علماء التاريخ
والجغرافيا البشرية فيربطون بين نشأة الحضارات والماء، فالحضارة المصرية ارتبطت بنهر النيل وحضارة سبأ ارتبطت
بالمياه الموسمية
وسد مأرب ، وحضارة العرب
ارتبطت ببئر زمزم وتفجر الماء العذب منه.
أما الفيزيائيون والذين
يخططون للمستقبل فيرون أن الماء هو مصدر الهيدروجين عنصر الطاقة الحيوية والاستراتيجية
في المستقبل القريب.
والجيولوجيون يرون نشأة
الحياة وتكون التربة والحفريات وعناصر الطاقة ومصادرها القديمة والحديثة مرتبطة بالمياه ووجودها
ودورتها في الحياة.
ولذلك ليس من العلم أو
الحكمة أن نقول : أن الماء هوالماء ، أو أن نعطي تعريفاً قاصراً للماء ، وسنعيش فيما يلي مع الماء في
العلم الحديث لنتبين
عن علم الإعجاز القرآني
في قول ربنا سبحانه وتعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
أولاً : الماء في
القرآن الكريم :
لقد ورد ذكر كلمتي ماء
والماء في القرآن الكريم 59 مرة ، وورد ذكر الماء في كلمات أخرى مثل (ماء ك، ماءها ، ماؤكم ، وماؤها) أربع
مرات ، وبذلك
يكون الماء قد ورد ذكره
في القرآن الكريم 63 وبقراءة الآيات القرآنية التي ورد ذكر الماء فيها يمكن وضعها تحت المواضيع التالية:
خلق منه الإنسان:
قال تعالى : (وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ
رَبُّكَ قَدِيرًا)[1].
خلق منه الدواب :
قال تعالى :
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن
يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ
وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي
عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[2].
استخدامه في الشرب
وسقاية الزرع :
قال تعالى : (وَهُوَ
الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ
خَضِرًا نُّخْرِجُ
مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ
مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي
ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ).
إخراج الثمار :
قال تعالى : (أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ {63} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ
الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ)[3]
5. فجرت منه العيون
وأجريت به الأنهار:
قال تعالى : (وَأَلْقَى
فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ)[4]
وقال تعالى :
(وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ
الْعُيُون..)[5]
إحياء الأرض بعد موتها
بالماء :
قال تعالىإِنَّ
فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا
أَنزَلَ اللّهُ مِنَ
السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا
مِن كُلِّ دَآبَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ)[6].
إحياء البلدان بالماء:
قال تعالى : (وَالَّذِي
نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ
تُخْرَجُون استخدامه في
التطهير)[7]
قال: تعالى (إِذْ
يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنكُمْ
رِجْزَ).
الشَّيْطَانِ
وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ استخدام الماء في عذاب الكافرين :قال تعالى
: (وَقُلِ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِن يَسْتَغِيثُوا
يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ)[8].
قال الله تعالى الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا استخدامه ي ضرب الأمثال : قال
تعالى إِنَّمَا مَثَلُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ
وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ
إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ
زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا
لَيْلاً أَوْ نَهَارًا
فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا
كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[9].
وقد أوجز الله سبحانه
وتعالى كل ذلك في قوله تعالى:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[10].
8. إخراج كل ما ينبت في
الأرض:
قال تعالى : (وَهُوَ
الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ
خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ
حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ
مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي
ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُون)[11].
ثانياً : الماء في السنة
النبوية المطهرة :
لقد اعتنت السنة النبوية
المطهرة بالماء وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يحب الماء البارد ، ويحث على المحافظة على الماء من
التلوث ، وعدم الإسراف
فيه ، وجعله ملكاً
للمسلمين جميعاً قال صلى الله عليه وسلم: (لا يبولون أحدكم في الماء الراكد ثم يتوضأ منه) رواه البخاري.
ولقد أثبت العلم الحديث
صحة هذا السلوك وأسبقيته في تطبيق نظام الصحة العامة والخاصة .
قال صلى الله عليه وسلم
: (لا يباع فضل الماء ليباع به الكلأ) رواه مسلم .
ونهى صلى الله عليه وسلم
عن الإسراف في الوضوء حتى ولو كان المسلم على نهر جار
وقال صلى الله عليه وسلم
نحن من ماء.
وقال صلى الله عليه وسلم
عن البحر : هو الطهور ماؤه .
وفي هذا القدر ما يكفي
لبيان عناية السنة المطهرة بالماء.
ثالثاً: الماء في
الفقه الإسلامي :
أول من وثق أهمية
نظافة الماء وطهارته وخطورة تلوثه والإقرار بحل استخدام الماء الطاهر النظيف ، وحرمة استخدام الماء غير المطهر
(الملوث) هم علماء
الفقه الإسلامي ولقد حظي
الماء بمكانة عالية في الفقه الإسلامي حيث تبدأ كتب الفقه بالحديث عنه وهذا راجع إلى أهمية الماء ،
والنظافة والطهارة في
حياة المسلمين .
فمن ناحية التقسيم : قسم
فقهاؤنا الماء إلى : الماء الطهور، والطاهر غير المطهر، والمتنجس:
1. الماء الطهور هو
الماء الطاهر في نفسه المطهر لغيره : وهو كل ماء نزل من السماء أو نبع من الأرض، باقياً على أصل خلقته لم
يتغير أحد أوصافه
الثلاثة، وهو اللون
والطعام والرائحة أو تغير بشيء لا يسلب طهوريته ، ولم يكن مستعملاً ومنه ماء المطر وماء البحر ومياه الأنهار
والعيون والآبار
وما ذاب من ثلج وبرد
وجليد أو جمع من الندى.
ومن هنا سبق علماء الفقه
الإسلامي الدنيا كلها في إعطاء المواصفات الصحية للماء الصالح للاستعمال الآدمي ومصادره في الطبيعة .
2. الماء الطاهر غير
المطهر: وهو الذي تغيرت أوصافة كلها أو بعضها بسبب المكان الذي استقر فيه، أو مر به ، أو تولد فيه
بسبب الكائنات الحية
، أو بماء
جاوره أو هواء مر عليه.
ومن هنا سبق علماء
المسلمين الدنيا في معرفة عوامل إفساد الماء وفساده ، وبذلك فهم أول من أنشأ علم المياه ( Hydrology) وبينوا بعض عوامل إفساده وتلوثه .
3. الماء الطاهر غير
الطهور (المتنجس) : وهو الماء الذي خالط شيئاً يسلبه طهوريته بحيث يغير أحد أوصافه الثلاثة (اللون ،
والطعم والرائحة ) وكان مما يسلبه طهوريته وهذا الماء يحرم
استخدامه لأضراره البالغة .
وبذلك يكون علماء
المسلمين هم أول من عرف
وحرم استخدام الماء الملوث ونبهوا على دورة الماء.
في
السطور القليلة القادمة سنعيش مع سائل الحياة العجيب، الماء ميزه الخالق سبحانه وتعالى بالعديد من الصفات
الفيزيقية ، والكيميائية والحيوية
التي جعلت حقاً سائل
الحياة الفريدة، وجعلته بحق أعجب وأعظم سائل، فلولاه ما كانت على الأرض حياة وبدونه لا يوجد سائل الدعم ،
وعصارات النبات ولولا
الماء ما نظمت درجة
حرارة الأرض ، ولا فتتت صخورها ولا تشققت تربتها الزراعية ولعجزنا عن إنبات حبة واحدة على سطح الأرض.
ومع أهمية الماء ووفرته
في الحياة حيث أن 75%من سطح كرتنا المائية (الأرضية)
مغطى بالمياه، احتارت البشرية قروناً في وضع التعريف الدقيق للماء ولما عجزوا قالوا : (وفسر الماء بعد
الجهد بالماء).
وفي العصر الحديث تاينت
نظرة الناس للماء فعندما طلب تعريف دقيق للماء مع إيضاح أهميته من بعض الناس جاءت
الإجابات متباينة :
فقطاع الزراع يرن أن
الماء هو الشيء الأساسي للحياة فإذا غاب لا تنبت البذور ولا الحبوب ولا الجراثيم ولا تنمو المزروعات ولا
توجد الأنعام
ويهلك الحي منها ويموت .
أما الأطباء فيرون الماء
من زاوية أهميته لحياة الناس وصحتهم الخاصة والعامة فجميع العمليات الحيوية في الجسم تحتاج إلى
الماء حتى تتم .
والبيولوجيون يجمعون في
نظرتهم بين نظرتي الزراع والأطباء ويزيدون عليها أن الحياة جميعاً هي الماء وأن التربة الزراعية والنبات
والحيوان والإنسان
والكائنات الحية الدقيقة
تحتاج إلى الماء في كل مرحلة من من مراحل حياتها.
أما علماء التاريخ
والجغرافيا البشرية فيربطون بين نشأة الحضارات والماء، فالحضارة المصرية ارتبطت بنهر النيل وحضارة سبأ ارتبطت
بالمياه الموسمية
وسد مأرب ، وحضارة العرب
ارتبطت ببئر زمزم وتفجر الماء العذب منه.
أما الفيزيائيون والذين
يخططون للمستقبل فيرون أن الماء هو مصدر الهيدروجين عنصر الطاقة الحيوية والاستراتيجية
في المستقبل القريب.
والجيولوجيون يرون نشأة
الحياة وتكون التربة والحفريات وعناصر الطاقة ومصادرها القديمة والحديثة مرتبطة بالمياه ووجودها
ودورتها في الحياة.
ولذلك ليس من العلم أو
الحكمة أن نقول : أن الماء هوالماء ، أو أن نعطي تعريفاً قاصراً للماء ، وسنعيش فيما يلي مع الماء في
العلم الحديث لنتبين
عن علم الإعجاز القرآني
في قول ربنا سبحانه وتعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
أولاً : الماء في
القرآن الكريم :
لقد ورد ذكر كلمتي ماء
والماء في القرآن الكريم 59 مرة ، وورد ذكر الماء في كلمات أخرى مثل (ماء ك، ماءها ، ماؤكم ، وماؤها) أربع
مرات ، وبذلك
يكون الماء قد ورد ذكره
في القرآن الكريم 63 وبقراءة الآيات القرآنية التي ورد ذكر الماء فيها يمكن وضعها تحت المواضيع التالية:
خلق منه الإنسان:
قال تعالى : (وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ
رَبُّكَ قَدِيرًا)[1].
خلق منه الدواب :
قال تعالى :
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن
يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ
وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي
عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[2].
استخدامه في الشرب
وسقاية الزرع :
قال تعالى : (وَهُوَ
الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ
خَضِرًا نُّخْرِجُ
مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ
مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي
ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ).
إخراج الثمار :
قال تعالى : (أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ {63} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ
الْغَنِيُّ
الْحَمِيدُ)[3]
5. فجرت منه العيون
وأجريت به الأنهار:
قال تعالى : (وَأَلْقَى
فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ)[4]
وقال تعالى :
(وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ
الْعُيُون..)[5]
إحياء الأرض بعد موتها
بالماء :
قال تعالىإِنَّ
فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا
أَنزَلَ اللّهُ مِنَ
السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا
مِن كُلِّ دَآبَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ)[6].
إحياء البلدان بالماء:
قال تعالى : (وَالَّذِي
نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ
تُخْرَجُون استخدامه في
التطهير)[7]
قال: تعالى (إِذْ
يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ
وَيُذْهِبَ عَنكُمْ
رِجْزَ).
الشَّيْطَانِ
وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ استخدام الماء في عذاب الكافرين :قال تعالى
: (وَقُلِ
الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا
وَإِن يَسْتَغِيثُوا
يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ)[8].
قال الله تعالى الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا استخدامه ي ضرب الأمثال : قال
تعالى إِنَّمَا مَثَلُ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ
وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ
إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ
زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا
لَيْلاً أَوْ نَهَارًا
فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا
كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[9].
وقد أوجز الله سبحانه
وتعالى كل ذلك في قوله تعالى:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[10].
8. إخراج كل ما ينبت في
الأرض:
قال تعالى : (وَهُوَ
الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ
خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ
حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ
مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي
ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُون)[11].
ثانياً : الماء في السنة
النبوية المطهرة :
لقد اعتنت السنة النبوية
المطهرة بالماء وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم يحب الماء البارد ، ويحث على المحافظة على الماء من
التلوث ، وعدم الإسراف
فيه ، وجعله ملكاً
للمسلمين جميعاً قال صلى الله عليه وسلم: (لا يبولون أحدكم في الماء الراكد ثم يتوضأ منه) رواه البخاري.
ولقد أثبت العلم الحديث
صحة هذا السلوك وأسبقيته في تطبيق نظام الصحة العامة والخاصة .
قال صلى الله عليه وسلم
: (لا يباع فضل الماء ليباع به الكلأ) رواه مسلم .
ونهى صلى الله عليه وسلم
عن الإسراف في الوضوء حتى ولو كان المسلم على نهر جار
وقال صلى الله عليه وسلم
نحن من ماء.
وقال صلى الله عليه وسلم
عن البحر : هو الطهور ماؤه .
وفي هذا القدر ما يكفي
لبيان عناية السنة المطهرة بالماء.
ثالثاً: الماء في
الفقه الإسلامي :
أول من وثق أهمية
نظافة الماء وطهارته وخطورة تلوثه والإقرار بحل استخدام الماء الطاهر النظيف ، وحرمة استخدام الماء غير المطهر
(الملوث) هم علماء
الفقه الإسلامي ولقد حظي
الماء بمكانة عالية في الفقه الإسلامي حيث تبدأ كتب الفقه بالحديث عنه وهذا راجع إلى أهمية الماء ،
والنظافة والطهارة في
حياة المسلمين .
فمن ناحية التقسيم : قسم
فقهاؤنا الماء إلى : الماء الطهور، والطاهر غير المطهر، والمتنجس:
1. الماء الطهور هو
الماء الطاهر في نفسه المطهر لغيره : وهو كل ماء نزل من السماء أو نبع من الأرض، باقياً على أصل خلقته لم
يتغير أحد أوصافه
الثلاثة، وهو اللون
والطعام والرائحة أو تغير بشيء لا يسلب طهوريته ، ولم يكن مستعملاً ومنه ماء المطر وماء البحر ومياه الأنهار
والعيون والآبار
وما ذاب من ثلج وبرد
وجليد أو جمع من الندى.
ومن هنا سبق علماء الفقه
الإسلامي الدنيا كلها في إعطاء المواصفات الصحية للماء الصالح للاستعمال الآدمي ومصادره في الطبيعة .
2. الماء الطاهر غير
المطهر: وهو الذي تغيرت أوصافة كلها أو بعضها بسبب المكان الذي استقر فيه، أو مر به ، أو تولد فيه
بسبب الكائنات الحية
، أو بماء
جاوره أو هواء مر عليه.
ومن هنا سبق علماء
المسلمين الدنيا في معرفة عوامل إفساد الماء وفساده ، وبذلك فهم أول من أنشأ علم المياه ( Hydrology) وبينوا بعض عوامل إفساده وتلوثه .
3. الماء الطاهر غير
الطهور (المتنجس) : وهو الماء الذي خالط شيئاً يسلبه طهوريته بحيث يغير أحد أوصافه الثلاثة (اللون ،
والطعم والرائحة ) وكان مما يسلبه طهوريته وهذا الماء يحرم
استخدامه لأضراره البالغة .
وبذلك يكون علماء
المسلمين هم أول من عرف
وحرم استخدام الماء الملوث ونبهوا على دورة الماء.