السؤال: هل يجوز للرجل طلاق المرأة التي تشخر في النوم ، وهل يجور للمرأة طلب الطلاق بسبب شخير زوجها ؟
***الحمد لله
أولا:
ليس الشخير أثناء النوم من العيوب التي تبيح فسخ النكاح بين الزوجين .
ولكن إذا كان أحد الزوجين يتضرر من شخير الآخر تضرراً واضحاً ، كما في بعض الحالات التي قد يتعذر معها النوم في مكان واحد ، ففي هذه الحال يكون الشخير مبرراً للزوج في الطلاق ، وعذراً للزوجة في طلبه من الزوج .
عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ) .
رواه الترمذي (1187) وصححه الألباني في الإرواء (2035).
قال المناوي : " والبأس : الشدة ، أي في غير حالة شدة تدعوها وتلجئها إلى المفارقة ، كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له " . انتهى " فيض القدير" (3 / 138).
ولا شك أن الشخير بصوت مزعج يمنع النوم ، من الشدة التي قد لا يتحملها بعض الناس .
والذي ينصح به في مثل هذه الحال هو صبر كل من الزوجين على الآخر ، خاصة أن الشخير من الأمور التي تحدث من غير إرادة الإنسان واختياره .
ولا بد مع ذلك من السعي لعلاج هذا المرض ، سواء بإجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المترهلة الزائدة التي تمنع مرور الهواء عبر القصبة الهوائية ، أو غير ذلك من العلاجات الممكنة .
ينظر : "الموسوعة العربية العالمية" .
فإذا تأخر علاج ذلك ، أو تعذر ، فبالإمكان أن يفترق الزوجان في بعض الأوقات التي تزداد فيها نوبة الشخير ، أو يتعذر على الطرف المتضرر احتمال صوت الآخر ، إلى أن يعتاد ذلك الأمر ، وهو حل لجأ إليه الكثيرون ، وأمكن التكيف مع هذا الوضع الشائع ، والتعايش من خلاله .
وباعتقادنا ، أن كثيرا من البيوت سوف تهدم ، وآلافا ، بل أكثر من الأسر ، سوف تتشتت ، إذا كان أول ما يفكر فيه الإنسان ، لحل مشكلة كهذه : هو الطلاق .
نسأل الله أن يصلح أحوالنا ، وأن يشفي مرضانا .
والله أعلم .